الدكتورة مها Admin
المساهمات : 812 تاريخ التسجيل : 23/12/2009
| موضوع: البكاء الأحد ديسمبر 27, 2009 4:41 pm | |
| البكاءالبكاء ظاهرة بشرية تفرد بها الإنسان للتعبير عن مشاعره، ومن المعروف والثابت علميا أن الحيوانات لا تعرف الدمع أبدا (الناتج عن الشعور بالألم الروحي)،ويؤكد على هذا الدكتور محمد السقا إخصائي جراحة العيون وعضو الجمعيةالرمدية المصرية قائلا: "الحيوانات لا تبكي أبدا بالرغم من أنها تملكقنوات دمعية، ولديها السائل الدمعي، ولكنه لا يظهر إلا لأسباب عضوية بحتةومنها إذا تهيجت النهايات الحسية العصبية في العين -لأي سبب- كرد فعلوقائي لترطيب العينين.وعبارة "دموع التماسيح" التي كثيرا ما نسمعها هي تعبير دقيق يطلق على الإنسان غير الصادق في مشاعره، أو الذي يصطنع البكاء.الدمع.. فيتامينات وبروتيناتوقد بدأ الباحثونفي فهم ظاهرة البكاء منذ حوالي 15 عاما حيث أجريت أبحاث كثيرة على السائلالدمعي لفهم تركيبه ومحتوياته؛ فالدمع تركيبة معقدة يمكننا القول بأنهعبارة عن سائل ملحي المذاق يتكون من أكسجين وصوديوم وبوتاسيوم وكالسيوموماغنسيوم وأمونيا والأزوت وفيتامين ب 12 وفيتامين (ج) والأحماض الأمينيةوالحديد والنحاس والزنك والمنجنيز والكلورين والفسفور والبيكروبوناتوالإنزيمات، و60 نوعا من البروتينات.هذه المكونات تزدادتعقيدا عند ملامستها للأغشية المخاطية داخل القناة الدمعية، فيضاف إليهاالدهنيات والسكريات والأحماض الأمينية، كذلك الإفرازات الدهنية الغنيةبالكولسترول وثلاثي الجلسرين، والتي تغذي العين بأكملها وتحميها منالالتهابات عند البكاء. كيف تذرف دمعايتشكلالجهاز الدمعي من غدة أساسية شبه أسفنجية توجد فوق مُقلة العين تُسمىبالغدد الدمعية LACRIMAL GLAND، ومجموعة أخرى من الغدد الثانوية لإفرازالدموع المبللة لسطح العين، بالإضافة إلى كيس دمعي لتصريف الدموع الزائدة،وتتكامل وظيفة الجهاز الدمعي بفرز طبقة دمعية من الملتحمة أعلى التجويفالعظمي للعين، ويتم التخلص من الدموع الزائدة عن طريق فتحة تصريف القنواتالدمعية الموجود على جانبي الجفن العلوي والسفلي.ينقل الجفن ذلك السائل العجيب ليغطي به سطح العين في أثناء عملية الرمش، والإنسان العادي يرمش مرة واحدة كل ثانيتين إلى 10 ثوان.لماذا تدمع؟الدمع يحافظ علىنقاء القرنية الذي يؤدي إلى رؤية واضحة، هذا بالإضافة إلى وظيفته الدفاعيةالوقائية، حيث تساعد الدموع على مرونة حركة الجفون وتطهيرها بصورة مستمرةوحمايتها من الإصابة بالجفاف؛ فالدمع يحتوي على إنزيمات تحلل الجراثيموتحمي العين من الالتهابات، ومن المدهش أنها تبطل عمل 90-95% من البكتيرياخلال فترة 5-10 دقائق فقط، فتبقى العين سليمة رغم تعرضها للجراثيم الضارةالموجودة بكثرة في الهواء.وطالما بقيت العينرطبة كانت خلاياها السطحية سليمة، فإذا ما جفت انعدم البريق منها فتنكمشخلاياها وتغزوها العروق الدموية فيتجلد سطحها، وتقوم الدموع أيضا بالتخلصمن جزيئات الغبار فتنجرف بواسطتها على سطح العين الأمامي.أضف إلى هذا وظيفةالدموع الغذائية حيث يحمل الدمع بعض المواد المغذية للغشاء الظهاري فيالعين، والأهم من ذلك هو أن الجزء الأكبر من مادة الأكسجين يأتي للقرنيةمن خلال أكسجين الجو، ولا ننسى أنه لولا الدموع لما أمكن تثبيت العدساتاللاصقة؛ إذ تتوقف درجة تحمل العين للعدسات على درجة مرونتها وترطيبها.علاج بالدموع[center] وتذكرالدكتورة منى الرخاوي المدرسة بكلية الطب النفسي جامعة القاهرة، أن للدموعوظائف أخرى نفسية فهي تحمي من الإصابة بالأمراض النفسية، حيث ثبت أنالشخصية التي تفرغ شحنات الانفعال أولا فأولا من خلال البكاء تقل لديهافرص الإصابة بالاكتئاب والأمراض النفسية، بعكس الشخصية التي تكبتانفعالاتها ولا تعبر عنها بالبكاء.والدموع التي تنهمركرد فعل للأحداث العاطفية، تحتوي على هرمونات وبروتينات ومادة الأندروفينالذي يعتبر مسكنا طبيعيا للألم، وتساعد هذه المواد مجتمعة على طرد الموادالسامة من الجسم مساعدة بذلك في تخفيف حدة الضغط النفسي. كما أنه في أثناءالبكاء تزداد كمية الدمع المنهمر بمقدار يفوق المعدل الطبيعي بخمسين إلىمائة ضعف في الدقيقة، وتسكب العين وسطيا 5 ملليمترات من الدمع يوميا.وقد أظهرت دراسةأجراها الدكتور ويليام فري إخصائي جراحات العيون بمركز أبحاث العيونوالدموع في مينِسوتا بالولايات المتحـدة أن البكاء مفيد للصحة النفسيةوالعاطفية، وأنه من الخطأ أن نكبت رغبتنا في البكاء إذا واجهتنا ظروفتستدعي ذلك؛ فالدموع تلعب دورا حيويا ومهمًّا في التخفيف من التوتر النفسيالذي يمكن أن يتسبب في تفاقم بعض الأمراض مثل قرحة المعدة، وارتفاع ضغطالدم، والتهاب غشاء القولون المخاطي، وغيرها الكثير.وربط الدكتور فريبين التوتر والبكاء عن طريق تحليل آلاف من قطرات الدموع، واكتشف أن الدموعتحتوي على هرمونات تنتجها أجسامنا حينما نخضع للتوتر النفسي، والبكاءيساعد في تقليل نسبة تلك الهرمونات تدريجيا، كما يقلل نسبة المغنيسيوم فيالجسم والذي يؤثر على المزاج. البكاء بين رجل وامرأةوأثبتتالدراسات أن المرأة تبكي 4 أضعاف الرجل، حيث تبين في أحد البحوث للدكتوروليم فري عن الدموع، أن المرأة تبكي 65 مرة في العام بينما يبكي الرجل 15مرة فقط، ويرجع سبب ذلك إلى أن حجم الغدد الدمعية لدى المرأة أكبر منهاعند الرجل.والأهم من ذلك قولالدكتور فري أن عامل التكيف الحضاري موجود، فلا يزال من المقبول أن تظهرالمرأة عواطفها أو تبكي، بينما يتعلم الأولاد منذ سن مبكرة أن البكاء يعنيفقدان السيطرة على النفس، وأنه عيب بالنسبة للرجل، فينمو الطفل وهو قادرتدريجيا على التحكم في عواطفه بعيدا عن البكاء.وتفسر الدكتورة منىالرخاوي سيل الدموع في بعض الأحيان دون إرادة منا -حتى حين نضحك كثيرا-بضغط العضلات على الغدة الدمعية فتستحثها لإفراز الدموع.وقدأسفرت تجارب قام بها عدد من العلماء عن ظهور علم جديد هو "علم الدموع"الذي انعقد أول مؤتمر طبي له عام 1985م بالولايات المتحدة تحت شعار: "ابكتعش أكثر"، حيث دعا المؤتمر إلى أن يصبح تحليل الدموع من التحاليل الطبيةالشائعة مثل تحليل الدم وتحليل البول؛ لأن نتائجه تقدم للطبيب معلوماتوافية عن حالة الشخص العضوية والنفسية، فابك عزيزي القارئ كما تريد دون خجل منقووووووووووول[/center] | |
|