موضوع: الغيبوبببببببببببببببببببببببببببببة الثلاثاء أكتوبر 09, 2012 6:55 pm
الوعي نعمة من نعم الله علينا ، الوعي يعني إدراك ما حولنا، من مكان ، زمان ، أشخاص ، آلام أحزان ، وباقي المشاعر من حب ، سعادة ، غضب أو راحة وغيرها من ملايين المدركات في حياتنا والوعي فيه درجات كثيرة من الفهم الكامل للمكان والزمان والأحاسيس..
وأحد أخطر الأمراض التي يمكن أن تصيب الوعي هي الغيبوبة، والتي تعرف على إنها غياب الوعي كله أو جزء منه ، ومن أهم أسبابها نقص الأكسجين داخل المخ، ارتجاج بالمخ نتيجة لإصابة معينة، نزيف ، جلطة ، ارتفاع درجة الحرارة الشديد أو انخفاضها ، ورم أو التهاب بأغشية المخ وغيرها من الأسباب ... درجات الغيبوبة تتفاوت ، فهناك من لا يعي بمن حوله تماما ولا يتفاعل معهم ، ولكنه مستيقظ ، وهناك من يكون نائم ويمكن ايقاظه ليرجع في النوم فورا ، وهناك من يكون نائم ولايمكن ايقاظه لكنه يستجيب للمؤثرات الخارجية المسببة للألم وهناك من لا يستجيب ويعاني صعوبة بالتنفس وغيرها ...... علاج الغيبوبة يتم عن طريق المحافطة على الوظائف الحيوية على حسب درجة أهميتها ..... وهناك من يفيق منها ويعاود كامل نشاطه وهناك من تتمكن منهم ولا يمكنهم الافاقة....
إذا يمكننا الاستنتاج ان الغيبوبة ليست سوى غلاف يحيطك فيعزلك عما حولك .. يتكون هذا الغلاف نتيجة لنقص لعنصر هام في حياتك ، ارتجاج عنيف هز مشاعرك ، نزيف حاد أصاب قلبك أو التهاب بأحاسيسك ، كلها عوامل تجبرك على الاحتماء بهذا الغلاف - الغيبوبة - احيانا تكون هذه الغيبوبة مؤقته وتكون خفيفة حيث تعزلك جزئيا فقط عمن حولك بحيث تمنع نفسك من الاحساس بمن حولك أو التأثر بهم على الرغم من كونك بينهم وواع بهم، وأحيانا تشعر بهم ولكنك تنكر هذا الشعور وتفضل الابتعاد...
وأحيانا تجبر نفسك ككل أو جزء منها على الخضوع لتأثير هذه الغيبوبة، فتجبر قلبك على الرضوخ لأمرك وتحيطه بها، فيدخل في عزلة تحده من القيام بأحد وظائفه الأساسية، وتجبره على النبض ليستمر في الحياة وأداء باقي وظائفة.. فهنا تتكون الغيبوبة لتمنع القلب من الاحساس أو التأثر بما حولة ، بحيث تجبره على أن يعيش يومه دون أن يتأثر بالمشاعر والأحداث التي تدور حوله، فلا يدرك ولا يستوعب الألم الذي من المفروض أن يتأثر به ، تعزلة عن الإحساس بلوعة الفراق أو الحزن لفقده لأي شيء يحبه، فكلما حاول المقاومة والتماس ما حوله كلما جرفته الغيبوبة لعالم آخر بعيد عن هذه المشاعر ..
و ينطبق هذا على العقل ففي نفس اللحظة التي تتمكن هذه الغيبوبة من القلب فهي تبدأ وتنشأ منه لجرح أصابه ونزيف حاد في شرايينه ، تبدأ بالتسلل واحتلال العقل احتلال كلي ، فكلما بدأت الخلايا العصبية في الدماغ بالعمل والتفكير في مسببات الجرح والألم كلما زادت سرعة سيطرتها على هذه الخلايا وتحويل مجرى النبضات العصبية إلى أخرى، مبعدة بهذا كل مسببات الألم والتفكير المتعلقة بأفكار ومشاعر معينة كانت سببا في نشأة الغيبوبة نفسها ...
فهنا تعتبر هذه الغيبوبة وسيلة دفاع وحماية للجسم ، حتى لو كانت تعزلة عن المؤثرات التي حوله ولو وصل الأمر إلى انعزال كلي ، رغبة منها بحمايته من الألم أو الحزن ،،
فلعقل الإنسان وسائل للدفاع والمقاومة كثيرة وعجيبة، فقد تصدم أحيانا بقدرتك على مواجهة أمور معينة بهدوء وبرود قد لا يتحمله الموقف ولا يستوعبه من حولك ، مهما كانت شخصيتك صاخبة نشطة ، فلا يوجد ضمان لردة الفعل التي يتخذها العقل ليعزلك عن المؤثرات من حولك ،، وقد تتعجب بجمود وتحجر قلبك،، هذه الردود قد تثير من حولك تستفزهم وتثير التساؤل .. قد يتهموك بانعدام المشاعر ... بالهروب من الواقع ... بالعجز أو حتى الاختباء بقوقعة خوفا من المواجهة ... ولكن لا أحد يمكنه الجزم بما يدور في عقلك ولا يشعر بنبضات قلبك .. ففهم رد الفعل ليس بالأمر السهل ... فقد تعجز أنت نفسك عن سبر أغوار غيبوبتك فكيف بمن لا يعيش بها أن يعرفها أو يقدر أثرها عليك ..!!؟؟
نصل هنا إلى مرحلة العلاج ..
. لكن علينا أول معرفة نوعية الغيبوبة وتحديد أثرها إن كانت مؤقته ومؤثرة على أجزاء معينة من الوعي أو سالبة للوعي العام والجسم ككل ... تعتمد شدة الغيبوبة على شدة المؤثر نفسه و وقعه عليك، فكلما كان المسبب بسيط - والبساطة هنا تكون نسبية فما يكون بسيط وهين لغيرك يكون شاقا و صعبا عليك- كلما كانت زادت سرعة الاستجابة أو الاستفاقة من هذه الغيبوبة...
و للإرادة جزء كبير في مقاومة الغيبوبة وعلاجها مهما زاد التأثير عليها ، فللغيبوبة طرق في التأثير على الإرادة وشل حركتها ولو مؤقتا ،، لكونها العامل الأساسي للمقاومة ..
قد تعجز أنت نفسك بتحديد شدة هذه الغيبوبة عليك وقد لا تدرك أثرها إلا بعد أن تتمكن منك ، وتحيطك فتعزل مشاعر معينة وتحجب أفكار كثيرة عن عقلك ووعيك ،، فلا تستوعب قدرتك على الصمود والاستمرار و تستغرب من قدرتك على مواجهة بعض الأمور بكل جمود وبرود ، وأحيانا يكون هذا البرود هو المؤشر الذي يهز إرادتك ويحرك ما تبقى من مشاعرك ، فتبدأ بالتساؤل : لم لست متأثرا بما يحدث !؟ ولم لست أكترث بما أسمع !؟
تستغرب أنت نفسك من ردة فعلك وبرودة أعصابك خصوصا إذا كنت من أصحاب الرودو السريعة والأعصاب المتهيجة بحيث لا يجد البرود طريقه إليك في أي ظرف كان طبيعي أو استثنائي ،، تبدأ الإرادة هنا بالتحرك والمقاومة ،، تثير فيك مشاعر ولو كانت صغيرة ، غالبا ما تبدأ بأحاسيس مؤلمة بحيث تحثك على الاستفاقة ومقاومة الغيبوبة فالإحساس بالألم أمر لا بد منه ولا يمكنك التهرب منه أو نكرانه ،، يتوجب عليك أن تتألم لتعرف لاحقا معنى السعادة ... فتبدأ الإرادة بإيقاظ حواسك ومحاولة إبعاد آثار الغيبوبة عنها فتريك صغائر الأمور التي كنت غافلا عنها لفترة من الوقت ،، قد تكون حتى فترة ما قبل الغيبوبة ... تبدأ بدراسة ما حولك وإعادة تقييم الأمور وفي الغالب تكون دراسة من منظور آخر بعيد كل البعد عم كنت عنه وقتها ،، منظور مختلف يفتح لك أبواب خفية كنت أنت جاهل عنها ، تصرفات و مواقف لم تلحظها حينها ولم تعر لها أي اهتمام .. كلها عوامل تساعدك على التخفيف من وطئة الغيبوبة عليك .. عوامل تساعدك على استعادة وعيك وقواك .. و قد تنسيك هذه العوامل أسباب وقوعك في الغيبوبة من جروح وصدمات و غيرها ،،، تستخدم ارادتك مبدأ قديم معروف و فعال ألا وهو : لايفل الحديد إلا الحديد ،، فتعمل على صدمك أو حتى جرحك بالحقيقة لتواجه به غيبوبتك وتتغلب عليها ، فالصدمة والجرح ما هو إلا السبب الرئيسي لدخولك في الغيبوبة من الأساس ....
هنا فقط يمكنك تحديد نوعية الغيبوبة إن كانت مؤقتة أو دائمة لا أمل من الاستفاقة منها،فالمؤقتة - مهما طالت مدة استحواذها عليك - ستتلاشى مع الأيام وتزول إما زوال كلي أو انك تتعايش معها فتدفعها للانسحاب، هذا الانسحاب قد يسحب معه كل مسبباتها فتنسى - أو إن صح التعبير تتناسى - كل ما أدى إلى تكونها من الأساس، وهذه الخطوة ماهي إلا خط دفاع يتخذه الوعي بعد إفاقته لمنع حدوث الصدمة مرة أخرى أو تخفيف وطئتها إن تكررت فتتكون لديه مناعة تساعده على المقاومة ، فالحياة ما هي إلا تجارب وكل تجربة تصقل فيها قدرتك وإمكانيتك على الاحتمال وتعطيك المناعة والقدرة اللازمة لمواجهة الأمور المشابهة في المستقبل - قريب كان أو بعيد - فمهمى حاول العقل تناسي الصدمة أو المسبب للغيبوبة فسيظل له أثر في عقلك الباطن متهيء لمواجهة صدمة مشابهة في المستقبل ...
أما الغيبوبة الدائمة فهي التي تقتل فيها الإرادة ويتلاشى الوعي والإدراك ، فهي عبارة عن الموت البطيء للخلايا ، ومن يصل إليها يكون فاقد لثقته بنفسه أو بقدرته على الاحتمال ، فاقد للأمل ، فاقد للإيمان ... لذا فهنا بهذه الحالة لا يمكنه الاستفاقة ولا ينفع معه العلاج ففاقد الشيء لا يعطيه ......
قد تكون الغيبوبة التي يجبرك الإدراك على الوقوع بها من البداية نعمة ... بحيث انها تقيك شدة الصدمة وتخفف وطئتها عليك... وحتى ردة الفعل المتأخرة التي تصيبك عند الاستفاقة أمر ايجابي بحيث يمكنك استيعابه والتغلب عليه بسرعة لأنه حينها سيكون ماضي ، والعقل يدرك انه ليس من الصواب الندم أو الألم أو حتى ذرف الدموع على شيء مضى وانتهى ... فتكون الغيبوبة هنا مجرد آلية أو خط دفاع ايجابي يحميك من عنف و قوة الضربات الموجهة إليك .... فلكل حادث سبب قد لا تستوعبه وقتها ولكنك ستتمكن من فهمه يوما بعد زوال تأثيره وبعد صحوتك من صدمته - غيبوبته - وهذا هو كل الهدف من الغيبوبة ،، استيعاب وتقبل الواقع مهما كان مر ومختلف عن كل ما رسمته وتمنيته و حلمت به
موضوع: الغيبوبببببببببببببببببببببببببببببة 
الثلاثاء أكتوبر 09, 2012 6:55 pm
