الدكتورة مها Admin
المساهمات : 812 تاريخ التسجيل : 23/12/2009
| موضوع: صيد الخاطر لابن الجوزي - أجود الأشياء قطع أسباب الفتن الإثنين أكتوبر 15, 2012 3:24 pm | |
| ما رأيت أعظم فتنة من مقاربةالفتنة ، و قل أن يقاربها إلا من يقع فيها . و من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه . قال بعض المعتبرين : قدرت مرة على لذة ظاهرها التحريم ، و تحتمل الإباحة ،إذ المر فيها مردد ، فجاهدت النفس فقالت : أنت ما تقدر فلهذا تترك ، فقارب المقدورعليه ، فإذا تمكنت فتركت كنت تاركاً حقيقة . ففعلت و تركت ، ثم عاودت مرةأخرى في تأويل أرتني فيه الجواز ، و إن كان الأمر يحتمل ، فلما وافقتها أثر ذلك ظلمه في قلبي ، لخوف أن يكون الأمر محرماً ، فرأيت أنها تارة تقوى علي بالترخص والتأويل ، و تارة أقوى عليها بالمجاهدة و الامتناع . فإذا ترخصت لم آمن أنيكون ذلك المر محظوراً ، ثم أرى عاجلاً تأثير ذلك الفعل في القلب فلما لم آمن عليها بالتأويل تفكرت في قطع طمعها من ذلك الأمر المؤثر ، فلم أر ذلك إلا بأن قلت لها : قدري أن هذا الأمر مباح قطعاً ، فو الله لا إله إلا هو لا عدت إليه . فانقطع طمعها باليمين و المعاهدة . و هذا أبلغ دواء وجدته في امتناعها ، لأن تأويلها لايبلغ إلى أن تأمر بالحنث و التفكير . فأجود الأشياء قطع أسباب الفتن و تركالترخص فيما يجوز إذا كان حاملاً و مؤدياً إلى ما لا يجوز ، الله الموفق . [/center] | |
|