موضوع: ظواهر علامات الساعة الثلاثاء يناير 01, 2013 2:41 pm
اللهم أسألك رضاك والجنة بغير حساب ولا سابق عذاب
علامات الساعة
الشيخ عبد المجيد الزنداني
قال تعالى : " علم الغيب فلا يظهر على غيبه أحد . الا من أرتضى من رسول " (الجن : 26-27 ) . واخبار محمد صلى الله عليه وسلم بغيب علامات الساعة ، التي لم تظهر أماراتها الا في زماننا ، يشهد له بصدق الرسالة ، كما يشهد بأن الساعة حق ، وانها قد أصبحت قريبة .
ومن العلامات التي ظهرت مايلي :
1. أمور عظيمة لم تخطر على بال أحد من قبل
هذه العجائب ، والأمور العظام ، التي حدثت في المخترعات وفي عالم السياسة ، والأنظمة ، والعلوم ، وهذه الأحداث العالمية التي ما كانت تخطر على بال أحد ، سواء في أحوال المسلمين ، أو الكافرين ، يصدق عليها وصف : الأمور العظيمة ، التي لم تخطر على بال أحد من السابقين ، وقد أخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " لاتقوم الساعة حتى تروا أمورا عظاما لم تكونوا ترونها ولاتحدثون بها أنفسكم " .
2. الحفاة العراة رعاة الغنم وتطاولهم في البناء :
ان الحافي الذي لايملك حذاء ، العاري الذي لايجد ثوبا يستر كل جسمه ، العالة في طعامه على غيره ، الذي لايجيد من العمل غير رعي الغنم ، ان الذي يتصف بكل هذا لايتصور أحد من الناس من قبل ، أنه سيتمكن من بناء أي بيت ، فضلا على أن يجعل ذلك البيت من البيوت الطويلة ، ويطاول غيره في البناء ، وفضلا عن أن يكون ذلك ظاهرة لاتحدث لشخص واحد ، بل تحدث لجماعات كثيرة من رعاة الغنم الحفاة ، العراة ، العالة . فهذا أمر ما كان يخطر ببال أحد . لكن الأمر وقع ، فبعد أن فتح الله على المسلمين وغيرهم من ثر وات الأرض ، وخاصة البترول ، رأينا رعاة الغنم الحفاة ، العراة ، العالة ، يتطاولون في البنيان ، كما أخبر بذلك ، رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن هذه من علامات الساعة ، فقال : " اذا رأيتم الحفاة ،
العراة ، العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان فانتظروا الساعة " (رواه البخاري ومسلم ) .
كان هناك بعض الصعوبة في فهم حالة النساء اللائي وصفهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهن سيخرجن في آخر هذه الأمة ، وأنهن كاسيات عاريات ، وقد يحتار الأنسان ، كيف تكون المرأة كاسية ، وعارية في آن واحد حتى راينا ذلك في زمننا ، فللمرأة كساء ، ولكنه ضيق أو شفاف يصف الجسم ، ويظهره (أولها الملابس الكثيرة ، ولكنها تفصلها قصيرة ) أو تكون لابسة كاسية في بعض الأماكن ، متعرية في أماكن أخرى ، وهن أيضا مائلات مميلات ، وقد اكتمل الميل عن الطريق المستقيم ، والتمايل بالأجساد ، حتى وضعوا لهن في أحذيتهن كعوبا عالية ، لآستكمال الميل في الأجسام ، وهن بهذا الميل مميلات لكثير من الشباب مضلات لهم بفتنتهن المعروضة ..
ورؤوسهن كاسنمة البخت المائلة : أي كأسنمة الجمال المائلة . وهذا ما نشاهده في زماننا ، مصداقا لحديث رسول الله الذي كشف الله له الغيب ، قبل ألف وأربعمائة عام ، فقال عليه وعلى آلة الصلاة والسلام : " صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس
قال صلى الله عليه وسلم : " انها أمارات من أمارات بين يدي الساعة ، أوشك الرجل أن يخرج ، فلا يرجع ، حتى يحدثه نعلاه ، وسوطه ، ما أحدث أهله من بعده [3].
النعل جماد ، والسوط جماد ، وماكان أحد يتصور أن الجماد سينطق ، وقد نطق الجماد فعلا ، وأما كيف يحدث النعل ، أو السوط الرجل عما أحدث أهل بيته بعده ؟ فقد أخترعت الآن أجهزة يحملها الأنسان في يده ، فتنقل له الأصوات ، والكلام من بيته ، أو من بيت غيره ، (ومابقي الا أن تشكل في شكل سوط ، ليسهل حملها ، او تصنع في الحذاء فلا ترى ) ويمكن تركيبها في طرف العصا أو في مكان ما من الحذاء بحيث لاترى .
5. قبض العلم ، وكثرة الزلازل ، وتقارب الزمان ، وظهور الفتن ، واطالة البناء
قبض العلم هو موت العلماء وعدم وجود من يخلفهم ، والمقصود بهم علماء الأسلام ، وقد دل الحديث على ذلك . وكثرة الزلازل هو مانشاهده ، ونسمعه في هذه الأيام من الزلازل المدمرة .
وتقارب الزمان ، أي أن الأيام تمر ، وكأنها ساعات قليلة ، وسبب ذلك كثرة الأحداث التي تجعل الأحساس بالزمن يقل (والله أعلم ) ، فاذا كنت مشغولا في عمل مرت الساعة وكأنها لحظات ، أما اذا كنت فارغا فتحس بطول الزمن . وزماننا هذا أيامه مملوءة بالأعمال ، مما يجعلها تمر بسرعة . وظهور الفتن ، أي كثرة الفتن ، التي تفتن الأنسان عن دينه ، والأعلان بها .
وأما أطالة البناء فماعليك الا أن تقارن بين المنازل قبل خمسين عاما والمنازل في أيامنا هذه ، وكيف استطالت . وهذا كله قد أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله " لاتقوم الساعة حتى يقبض العلم ، وتكثر الزلازل ، ويتقارب الزمان ، وتظهر الفتن ، وحتى يتطاول الناس في البنيان " [4]
6 . تسليم الخاصة وفشو التجارة وقطع الأرحام وكثرة القراءة وشهادة الزور:
تسليم الخاصة : هو أن يخص الأنسان بالسلام من يريد . وفشو التجارة انتشارها . وفشو القلم أي كثرة أستخدام القلم ، وهو دليل على كثرة القراءة والكتابة . وهذا كله جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل : " ان بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة ، وقطع الأرحام ، وفشو القلم ، وظهور الشهادة بالزور ، وكتمان شهادة الحق [5].
7. كثرة الزنا وشرب الخمر :
قال صلى الله عليه وسلم " ان من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويكثر الجهل ، ويكثر الزنا ، ويكثر شرب الخمر " [6] وكثرة الجهل أي الجهل بالدين .
8. أنتشار التعامل بالربا :
قال صلى الله عليه وسلم : " ليأتين على الناس زمان لايبقى منهم أحد الا أكل الربا ، فمن لم يأكله أصابه من غباره " [7]
وقد أنتشر التعامل بالربا في زماننا عن طريق البنوك وغيرها ، وان كنا نرى ظهور بنوك أسلامية لاتتعامل بالربا ، نسأل الله أن يكثر من هذه البنوك الأسلامية .
يأمر الأسلام بالتحية الحسنة ، والرد الأحسن ، وهكذا كان المسلمون ، حتى ظهر في زماننا من يحيي غيره باللعن ، قال صلى الله عليه وسلم : " لاتزال الأمة على شريعة حسنة ما لم تظهر فيهم ثلاث : ما لم يقبض منهم العلم ، ويكثر فيهم ولد الخبث ، ويظهر فيهم السقارون "قالوا : وما السقارون ؟ قال : " نشيء يكونون في آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم اذا تلاقوا
وماكان أحد يتصور أن الرجل سيتشبه بالمرأة ، والعكس ، حتى فاجأنا الزمان بهذه المصيبة ، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا عن هذا ، وكشف الله له ما سيقع ، فقال صلى الله عليه وسلم : " من علامات أقتراب الساعة تشبه الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال [9].
10 . وطائفة على الحق ظاهرين :
ومهما كثر الفساد ، فقد شاءت حكمة الله سبحانه ، أن تبقى طائفة على الحق ظاهرة ، تقيض الحجة على الناس بالدعوة الى دين الله ، وتتمسك بكتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا ما نشاهده ، فلا يخلو مكان الا وفيه من يظهر دين الله ، ويتمسك بكتاب الله ، وسنة رسوله .
وفي هؤلاء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ، لايضرهم من يخذلهم حتى يأتي أمر الله " [10].
وبعد : فهذا قليل من كثير ، مما أخبر به رسول ربنا صلى الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمائة عام ، يشهد بصدق نبوته ، وبأنه نذير لنا وبشير بين يدي عذاب شديد ، فكما رأينا علامات الساعة اليوم فسنرى الساعة غدا ، لأن المخبر بها واحد ، وهو الصادق المصدوق ، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
[1] الذين يعتدون ظلما على الناس فيضربونهم بالسياط .