الدكتورة مها Admin
المساهمات : 812 تاريخ التسجيل : 23/12/2009
| موضوع: صبر ايوب الأربعاء ديسمبر 30, 2009 8:06 pm | |
| دائما ما نردد كلمة صبر أيوبفهل تعرف على ماذا صبر نبي الله أيوب ؟؟أيوب عليه السلامنبى من أنبياء الله العظام الذين جاء ذكرهم فى القرآن الكريم .. يعرفه العام والخاص ، فحين يضربون مثلا للصبر يقولون " صبر أيوبفيا تُرى ما قصةُ أيوب عليه السلامأيوب عليه السلام من ذرية يوسف عليه السلام ، تزوج سيدة عفيفةوأيوب عليه السلام وزوجته الكريمة يعيشان فى منطقة " حورانوقد أنعم الله على أيوب عليه السلام بنعم كثيرة فرزقه بنينًا وبنات، ورزقه أراضى كثيرة يزرعها فيخرج منها أطيب الثمار .... كما رزقه قطعان الماشية بأنواعها المختلفة .. آلاف من رءوس الأبقار ، آلاف رءوس من الأغنام ، آلافمن رءوس الماعز وأخرى من الجمالوفوق ذلك كله أعلى الله مكانته واختاره للنبوة .وكان أيوب عليه السلام ملاذًا وملجئًا للناس جميعًا وبيته قبلة للفقراء لما علموا عنه أنه يجود بما لديه ولا يمنعهم من ماله شيئًا .و لا يطيق أن يرى فقيرًا بائسًا، و بلغ من كرمه عليه السلام أنه لم يتناول طعامًا حتى يكون لديه ضيفًا فقيرًا .هكذا عاش أيوب عليه السلام ..يتفقد العمل في الحقول والمزارع ، ويباشر على الغلمان والعبيد والعمال ، وزوجته تطحن وبناته يشاركن الأم ..وأبناءأيوب عليه السلام يحملون الطعام ويبحثون عن الفقراء والمحتاجين من أهلالقرية ، والخدم والعمال يعملون في المزارع والأراضى والحقول .و أيوب عليه السلام يشكر الله .. ويدعو الناس إلى كل خير وينهاهم عن كل شر .أحبالناسُ أيوب عليه السلام .. لأنه مؤمن بالله يشكر الله على نعمه .. ويساعدالناس جميعاً .. ولم يتكبر بما لديه ، من مزارع وحقول وماشية وأولاد ..كان يمكنه أن يعيش في راحة ، ولكنه كان يعمل بيده ، وزوجته هي الأخرى كانت تعمل فى بيتها ....(2)راحالشيطان يوسوس للناس يقول لهم: إن أيوب يعبد الله لأنه أعطاه هذا الخيرالعميم والفضل الكثير من البنين والبنات والأموال من قطعان الماشيةوالأراضى الخصبة .. فأيوب يعبد الله لذلك وخوفا على أمواله . ولو كانفقيرًا ما عبد الله ولا سجد له ...ووجد الشيطان من يسمع له ويصغى لما يقول من وساوس .. فتغيرّت نظرتهم إلى أيوب عليه السلام وأصبحوا يقولون :" إنأيوب لو تعرض لأدنى مصيبة لترك ما هو فيه من الطاعة والإنفاق فى سبيل الله.. ألا ترون كثرة أولاده وكثرة أمواله وكثرة أراضيه المثمرة ، فلو نزعالله منه هذه الأشياء لترك عبادة الله بل سينسى الله ..ورويدًا رويدًا ..تحولأهل حوران إلى ناقمين على أيوب عليه السلام بعدما كانوا يحبونه حبا جما ..وأصبحوا يرون أيوب عليه السلام من بعيد فيتحدثون عنه بصورة مؤذية .(3)بدأت المحنة والابتلاء من الله تعالى . .فبينماكان كل شيء يمضي هادئاً . . فأيوب عليه السلام حامدًا شاكرًا ساجدًا للهتعالى على نعمه الكثيرة .. وأولاده ينعمون ويشكرون الله .. والعمالوالعبيد يعملون في الأراضي والمزارع ..زوجة أيوب عليه السلام كانت تطحن في الرحى . .وبينما الجميع فى عافية من أمره مغتبطًا مسرورًا ، إذ وقعت الابتلاءات والمحن ..فجاء أحد العمال يجرى ويصيح :ـ يا سيدى .. يا نبى الله ؟!!ـ ماذا حصل ؟! تكلم .ـ لقد قتلوهم . . قتلوا جميع رفاقي . . الرعاة والفلاحين . . جميعهم قتلوا جرت دماؤهم فوق الأرض . . .ـ كيف حدث ذلك ؟!ـ هاجمنا اللصوص . . وقتلوا من قتلوا وأخذوا ما معنا من ماشية .أيوب عليه السلام أخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون . . .إن الله سبحانه شاء أن يمتحن أيوب .. وأراد أن يبين للناس أن أيوب عليه السلام رجلاً صابرًا محتسبًا ولا يعبده لأنه فى غنى وعافية.فياليوم التالي نزلت الصواعق من السماء على أحد الحقول التابعة لما يملكهأيوب عليه السلام .. وجاء أحد الفلاحين .. كانت ثيابه محترقة وحاله يُرثىله .هتف أيوب عليه السلام :ـ ماذا حصل ؟!ـ النار ! يا نبي الله النار !!ـ ماذا حدث ؟ـاحترق كل شيء . . لقد نزل البلاء . . الصواعق أحرقت الحقول والمزارع . .أصبحت أرضنا رمادًا يا نبي الله . . كل رفاقي ماتوا احترقوا .قالت زوجة أيوب عليه السلام :ـ ما هذه المصائب المتتالية ؟!ـ اصبري يا امرأة . هذه مشيئة الله .ـ مشيئة الله !!أجل .. لقد حان وقت الامتحان .. ما من نبي إلاّ وامتحن الله قلبه.نظر أيوب عليه السلام إلى السماء وقال بضراعة :ـ الهي امنحني الصبر ...في ذلك اليوم أمر أيوب عليه السلام الخدم والعبيد بمغادرة منزله .. والرجوع إلى أهاليهم والبحث عن عمل آخر .وفى اليوم التالى .. حدثت مصيبة تتكسر أمامها قلوب الرجال ..لقد مات جميع أولاده البنين والبنات ، حيث اجتمعوا فى دار لهم لتناول الطعام فسقطت عليهم الدار فماتوا جميعا .وازدادت محنة أيوب عليه السلام أكثر وأكثر ..فلقد اُبتلى فى صحته ....وانتشرت الدمامل فى جسمه ..وتحول من الرجل الحسن الصورة والهيئة إلى رجل يفر منه الجميع .ولم يبق معه سوى زوجته الطيّبة ..أصبح منزله خالياً لا مال له ، لا ولد ، ولا صحة ..عَلَّمَ أيوبُ عليه السلام زوجته أن هذه مشيئة الله ، وعلينا أن نسلّم لأمره ...حاولالشيطان اللعين أن ينال من قلب أيوب عليه السلام ، فأخذ يوسوس إليه من كلجانب قائلا : ماذا فعلت يا أيوب حتى يموت أولادك وتصاب فى أموالك ، ثمتصاب فى صحتك .فاستعاذ أيوب عليه السلام بالله من الشيطان الرجيم .. وتفل على الشيطان الرجيم ففر من أمامه . وكذلك فعلت زوجته وطردت وساوس الشيطان .وكان أيوب عليه السلام لا يزداد مع زيادة البلاء إلا صبرًا وطمأنينة .(4)ويأس الشيطان من أيوب وزوجته الصابرين المحتسبين .فاتجه إلى أهل حوران ينفث فيهم الوساوس حتى جعلهم يعتقدون أن أيوب عليه السلام أذنب ذنباً كبيراً فحلّت به اللعنة ..ونسج الناسُ الحكايات والقصص حول أيوب عليه السلام .. وتطور الأمرُ أكثر حتى ظنوا أن في بقائه خطرًا عليهم .وعقدوا العزم أن يخرجوا أيوبَ من أرضهم ..وجاءوا إلى منزله .. لم يكن في منزله أحد سوى زوجته قائلين :نحن نظنّ أن اللعنة قد حلّت بك ونخاف أن تعمّ القرية كلها .. فاخرج من قريتنا واذهب بعيداً عنا نحن لا نريدك أن تبقى بيننا .غضبت زوجته من هذا الكلام قالت : نحن نعيش في منزلنا ولا يحق لكم أن تؤذوا نبي الله فى بيته وفى عقر داره ..فردُّوا عليها بوقاحة : إذا لم تخرجا فسنخرجكما بالقوّة .لقد حلّت بكما اللعنة وستعمّ القرية كلها بسببكما ..حاولأيوب عليه السلام أن يُفْهِمَ أهل القرية أن هذا امتحان وابتلاء من الله ،وأن الله يبتلى الأنبياء ابتلاءات شديدة حتى يكونوا مثلا ونموذجًا لتعليمالناس .قالوا له : ولكنك عصيت الله وهو الذي غضب عليك .قالت زوجته : انتم تظلمون نبيكم ..هل نسيتم إحسانه إليكم هل نسيتم يا أهل حوران الكساء والطعام الذي كان يأتيكم من منزل أيوب ؟!قالأيوب عليه السلام : يا رب إذا كانت هذه مشيئتك فسأخرج من القرية وأسكن فيالصحراء . . يا رب سامح هؤلاء على جهلهم ... لو كانوا يعرفون الحق مافعلوا ذلك بنبيهم.هكذا وصلت محنةُ أيوب عليه السلام، حيث جاء أهلُ حوران وأخرجوه من منزله .كانوا يظنّون أن اللعنة قد حلّت به ، فخافوا أن تشملهم أيضاً . نسوا كل إحسان أيوب وطيبته ورحمته بالفقراء والمساكين !لقدسوّل الشيطانُ لهم ذلك فاتّبعوه وتركوا أيوب يعاني آلام الوحدة والضعفوالمرض .. لم يبق معه سوى زوجته الوفية .. وحدها كانت تؤمن بأن أيوب فيمحنة تشبه محنة الأنبياء وعليها أن تقف إلى جانبه ولا تتركه وحيداً .ضاقت الأحوالُ فمات الولدُ وجفَّ الخيرُ وتصالحت الأمراض والبلايا على جسمه ، فقعد لا يستطيع أن يكسب قوت يومه .وخرجت زوجته تعمل في بيوت حوران، تخدم وتكدح في المنازل لقاء قوت يومهما ..وكانتزوجة أيوب عليه السلام تستمدّ صبرها من صبر زوجها وتحمّله . وقد أعدتلأيوب عليه السلام عريشًا فى الصحراء يجلس فيه وكانت تخاف عليه من الوحوشوالحيوانات الضالة، لكن لا حيلة لهما غير ذلك .وظل الحال على ذلك أعواما عديدة وهما صابرين محتسبين .وفى يوم من الأيام ..وبينما كانت الزوجة الصالحة خارج البيت ..مرّرجلان من أهل حوران – وكانا صديقين له قبل ذلك - توقفا عند أيوب عليهالسلام ونظرا إليه، فرأوه على حالته السيئة من المرض والفقر والوحدة ..فقال أحدهما : أأنت أيوب ! سيد الأرض- ماذا أذنبت لكي يفعل الله بك هذا ؟!وقال الآخر : انك فعلت شيئاً كبيراً تستره عنا ، فعاقبك الله عليه .تألّم أيوب عليه السلام . إن الكثير يتهمونه بما هو برئ منه .قال أيوب عليه السلام بحزن : وعزّة ربي إنّه ليعلم ببراءتى من هذا.تعجّب الرجلان من صبر أيوب عليه السلام ، وانصرفا عنه في طريقهما وهما يفكّران في كلمات أيوب عليه السلام !أما زوجته الصالحة فقد بحثت عمّن يستخدمها في العمل ، ولكن الأبواب قد أُغلقت في وجهها . . ومع ذلك لم تمدّ يدها لأحد .وتحت ضغط الحاجة والفقر ، اضطرت أن تقص ضفيرتيها لتبيعهما مقابل رغيفين من الخبزثم عادت إلى زوجها وقدّمت له رغيف الخبز عندما رأى أيوب عليه السلام ما فعلت زوجته بنفسها شعر بالغضب .حلف أيوب عليه السلام أن يضربها على ذلك مائة ضربة، ولم يأكل رغيفه كان غاضباً من تصرّفها ، ما كان ينبغي لها أن تفعل ذلك .(6)ورغمأن زوجة أيوب عليه السلام طلبت منه كثيرا أن يدعوا الله لكى يزيح عنه هذاالبلاء الذى استمر هذه السنوات العديدة فكان يرفض أن يشكو الله تعالى .وتحمل المرض والبلايا .. وتحمل اتهامات الناس .لكن بيع زوجته لضفيرتيها هزه من الداخل ..فنظر إلى السماء وقال :يا رب إنّي مسّني الشيطان بنصبٍ وعذاب.يا رب بيدك الخير كله والفضل كله وإليك يرجع الأمر كله ..ولكن رحمتك سبقت كل شئ ..فلا أشقى وأنا عبدك الضعيف بين يدك ..يا رب .. مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين ..وهنا .... أضاء المكان بنور شفاف جميل وامتلأ الفضاء برائحة طيّبة، ورأى أيوب ملاكاً يهبط من السماء يسلم عليه ويقول :نعم العبد أنت يا أيوب إن الله يقرئك السلام ويقول : لقد أُجيب دعوتك وأن الله يعطيك أجر الصابرين..اضرب برجلك الأرض يا أيوب ! واغتسل في النبع البارد واشرب منه تبرأ بإذن الله .غابالملاك ، وشعر أيوب بالنور يضيء في قلبه فضرب بقدمه الأرض، فانبثق نبعبارد عذب المذاق .... ارتوى أيوب عليه السلام من الماء الطاهر وتدفقت دماءالعافية في وجهه ، وغادره الضعف تماماً.وبينما أيوب عليه السلام يغتسل عريانا خر عليه رِجْلُ جَرَادٍ من ذهب فجعليحثي في ثوبه . فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى ؟ قال بلى يارب، ولكن لا غنى لي عن بركتك ..خلع أيوبُ عليه السلام ثوب المرض والضعف وارتدى ثياباً تليق به ، يملؤها العافية والسؤدد .وشيئاً فشيئاً .. ازدهرت الأرض من حوله وأينعت .عادت الصحة والعافية .. عاد المال .. ودبت الحياة من جديد.عادت الزوجة تبحث عن زوجها فلم تجده ووجدت رجلاً يفيض وجهه نعمة وصحته وعافية . فقالت له باستعطاف :ـ ألم ترَ أيوب . . أيوب نبي الله ؟!ـ أنا أيوب .ـ أنت ؟! إن زوجي شيخ ضعيف .. ومريض أيضاً !ـ المرض من الله والصحة أيضاً .. وهو سبحانه بيده كل شيء .ـ نعم .. لقد شاء الله أن يمنّ عليّ بالعافية وأن تنتهي محنتنا ! وأمرها أن تغتسل فى النبع ، لكى يعود إليها نضارتها وشبابها .فاغتسلت في مياه النبع فألبسها الله ثوب الشباب والعافية .ورزقهما الله بنينا وبنات من جديد ..ووفاءبنذر أيوب عليه السلام أن يضرب زوجته مائة ضربة أمره الله تعالى أن يأخذضغثا وهو ملء اليد من حشيش البهائم ، ثم يضربها به فيوفى يمينه و لايؤلمها ، لأنها امرأة صالحة لا تستحق إلا الخير.وكان أيوب عليه السلام واحدًا من عباد الله الشاكرين فى الرخاء، الصابرين فى البلاء ، الأوَّابين إلى الله تعالى فى كل حال .وعَرِفَ الناسُ جميعًا قصةَ أيوب عليه السلام وأيقنوا أن المرض والصحة من الله وأن الفقر والثراء من الله .) .... فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (سورة الأعراف آية 176وسجل الله قصته فى القرآن الكريم فقال تعالى :) وَأَيُّوبَإِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُالرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّوَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَاوَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ( سورة الأنبياء الآية : 83 و 84وقال تعالى :) وَاذْكُرْعَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُبِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌوَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةًمِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًافَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَالْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ( سورة ص الآية : 41 ـ 44عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ . إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌوَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِإِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ | |
|